العربي والدولي

إعلام إسرائيلي يهاجم الأهرامات بعد تطويرها الكبير ومصر ترد

وكالات – الهدهد نيوز

شنّت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي حملة إعلامية مثيرة للجدل، استهدفت منطقة أهرامات الجيزة بعد أعمال تطويرها الأخيرة، واصفة الموقع الأثري الأشهر في العالم بأنه “مليء بالمحتالين”، في محاولة فُسّرت على نطاق واسع كتشويه ممنهج لصورة مصر السياحية عالميًا.

تقرير القناة العبرية: إشادة تتبعها إدانة

رغم إقرار القناة بعظمة الأهرامات واعتبارها إحدى عجائب العالم القديمة، عادت لتصف المنطقة المحيطة بها بأنها “فوضوية ومليئة بالاكتظاظ والمضايقات والاحتيال وسوء معاملة الحيوانات”. وزعمت أن الزائرين اليوم يواجهون تجربة مخيبة للآمال، تُفسدها ممارسات الباعة الجائلين والمرشدين السياحيين غير الرسميين، الأمر الذي قالت إنه يهدد مستقبل هذا الموقع العالمي.

وأوفدت القناة مراسلها “دانيال أرازي” لتوثيق ما وصفته بـ”الحقيقة القاسية” خلف روعة الأهرامات، في تقريرٍ ركز على الشكاوى المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي من سياح أعربوا عن انزعاجهم من “مضايقات وعمليات احتيال”، كما بثّت مقطع فيديو شهير للمؤثر “كورت كاز” يُظهر ملاحقته من بائعين رغم رفضه خدماتهم.

17.5 مليون سائح وسط خطة طموحة

التقرير أشار إلى استقبال مصر 17.5 مليون سائح عام 2024، مع خطة حكومية للوصول إلى 30 مليون سائح سنويًا بحلول عام 2030. ومع أن التقرير أقرّ بالدور الحيوي للسياحة في دعم الاقتصاد المصري، إلا أنه اعتبر أن منطقة الأهرامات تكشف نقاط ضعف تهدد تجربة الزوار، زاعمًا أن عمليات الاحتيال باتت تطغى على المكان.

تطوير شامل تقوده أوراسكوم بقيادة ساويرس

في مواجهة هذه الانتقادات، تطرّق التقرير أيضًا إلى جهود الحكومة المصرية في تنفيذ مشروع تطوير شامل للمنطقة بقيادة شركة “أوراسكوم بيراميدز إنترتينمنت” التي يديرها رجل الأعمال نجيب ساويرس. وأشار إلى بناء مدخل جديد على طريق القاهرة–الفيوم لتقليل الازدحام، لكنّه أورد أن بعض منظّمي رحلات الخيول والجمال احتجوا على التغييرات، بل ومنعوا المركبات من دخول المنطقة الجديدة.

وفي بيان عبر منصة X، شدّد ساويرس على أهمية المصلحة العامة، قائلاً: “حماية الكنز الوطني أهم بكثير من مراعاة مصالح 2000 شخص تسببوا في الإضرار بالمنطقة لسنوات”، في إشارة إلى الباعة الجائلين الرافضين الانتقال إلى المناطق المنظمة.

رد أثري مصري: إسرائيل عاجزة عن بناء حضارة

الرد المصري لم يتأخر، حيث قال الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، في تصريح لـRT: “المزاعم الإسرائيلية ليست بريئة، فإسرائيل لديها مشكلة تاريخية مع الأهرامات، لأنهم فشلوا في بناء حضارة مماثلة”، مؤكداً أن هناك تطويرًا بنسبة 90% في المنطقة، وأن السلبيات القليلة لا تُقارن بما تحقق من إنجازات.

وأكد شاكر أن المدخل الجديد ونظام الدخول والخروج جاءا لحل أزمات قديمة في التنظيم، مشيرًا إلى أهمية الحوار مع البائعين والمرشدين السياحيين لتقنين أوضاعهم، عبر فرض زي موحد وتسعيرة رسمية، وتنظيم العلاقة مع الزوار بما يحفظ كرامة الجميع.

الجمال والخيل والبيئة السياحية

أضاف شاكر أن “قضية الخيالة” هي التحدي الأبرز، وأنه لا بد من حلول توافقية تراعي تاريخهم ومصدر رزقهم، مشيرًا إلى أن المنطقة ضخمة ويجب الحفاظ عليها بعيدًا عن التلوث أو العبث، خصوصًا أن الأهرامات ليست مجرد وجهة سياحية بل إرث حضاري عالمي.

وشدّد على ضرورة استكمال عملية التطوير بمشاركة المجتمع المحلي وأصحاب المصلحة، لضمان بيئة سياحية تليق بعظمة الأهرامات، داعيًا لعدم السماح بأي حملات خارجية للنيل من سمعة مصر وآثارها الخالدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى