العربي والدولي

تحذيرات أممية من خطة مساعدات أمريكية إسرائيلية جديدة

وكالات – الهدهد نيوز

تواجه خطة أمريكية-إسرائيلية جديدة لتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة انتقادات حادة من قبل مسؤولين في الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، وسط تحذيرات من أن هذه الآلية قد تنتهك المبادئ الإنسانية الأساسية وتؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر.

وأكد المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة (أوتشا)، ينس ليرك، رفض المنظمة المشاركة في الخطة، التي تتضمن إنشاء منظومة توزيع خارج الأطر الأممية، قائلاً في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC): “لا يوجد مبرر لإنشاء نظام موازٍ يتعارض مع مبادئ العمل الإنساني”.

وبحسب ما نقلته شبكة CNN، فإن الخطة التي تدعمها الولايات المتحدة وتتعاون فيها مع إسرائيل، تشمل تأسيس “مؤسسة غزة الإنسانية” لتتولى عملية التوزيع عبر أربعة مراكز رئيسية داخل القطاع، يشرف عليها متعاقدون أمنيون أمريكيون إلى جانب عمال إغاثة، بهدف الحد من وصول المساعدات إلى حركة حماس. وتُقدّر الخطة إدخال نحو 60 شاحنة يوميًا فقط، وهو رقم يقلّ كثيرًا عن الحد المطلوب لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان.

وتشير تقارير إعلامية إلى أن جميع مراكز التوزيع ستكون في جنوب القطاع، ما يثير مخاوف من دفع السكان إلى النزوح جنوبًا مرة أخرى، ويثير مخاوف من التمييز في إيصال المساعدات. وذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن الجيش والحكومة الإسرائيلية كانا جزءًا من إعداد الخطة، رغم أن التنفيذ أوكل إلى مؤسسة خاصة.

وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار منع دخول المساعدات إلى غزة منذ مارس/ آذار الماضي، ما تسبب في تفاقم المجاعة والمعاناة، بحسب بيانات الأمم المتحدة التي نددت بشدة بالقيود الإسرائيلية المفروضة على إدخال المساعدات، رغم توفرها في مناطق قريبة.

وفي السياق ذاته، عبّر جيمس إلدر، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، عن قلق المنظمة من الخطة الجديدة، معتبرًا أنها قد تؤدي إلى “معاناة أكبر للأطفال” وتُستخدم كأداة ضغط لدفع السكان إلى النزوح. وقال إلدر لوكالة أنباء الأمم المتحدة إن الخطة “تسعى للسيطرة على المواد الأساسية للحياة، بطريقة تتعارض مع المبادئ الإنسانية”.

وتدير الأمم المتحدة حاليًا أكثر من 400 نقطة توزيع داخل القطاع، مقارنة بالمراكز الأربعة التي تقترحها الخطة الجديدة لتغطية احتياجات 1.2 مليون شخص، أي ما يعادل 60% من سكان غزة، وفق وثائق المؤسسة الجديدة.

ومع استمرار الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع، تزداد التحذيرات من أن إعادة تنظيم توزيع المساعدات وفق آليات أمنية وشركات خاصة قد تُفاقم الأزمة بدلًا من حلّها، وسط دعوات لإبقاء العمل الإنساني تحت مظلة المؤسسات الدولية المحايدة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى