العربي والدولي

ترامب يعلن رفع العقوبات عن سوريا بعد لقاء مع ولي العهد السعودي

ترامب يعلن رفع العقوبات عن سوريا بعد لقاء مع ولي العهد السعودي

وكالات – الهدهد نيوز

في خطوة غير متوقعة، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من العاصمة السعودية الرياض، يوم الثلاثاء، قراره المفاجئ برفع جميع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، ما أحدث صدمة في الأوساط السياسية داخل الولايات المتحدة وخارجها، وفتح الباب لتساؤلات حول مستقبل العلاقات الأمريكية السورية.

وأكدت وكالة رويترز أن هذا القرار المفصلي، الذي يأتي بعد 13 عامًا من العقوبات التي شلت الاقتصاد السوري، لم يكن معروفًا حتى لدى كبار المسؤولين في وزارتي الخارجية والخزانة الأمريكيتين. وهرع المعنيون في واشنطن لفهم تداعيات القرار وكيفية تطبيقه، خاصة في ظل غياب أي توجيهات رسمية من البيت الأبيض.

ووفقًا لأربعة مسؤولين أمريكيين تحدثوا لرويترز، فإن إدارة ترامب لم تصدر مذكرات أو تعليمات مسبقة لفرق العقوبات بشأن التحضير لإلغاء الإجراءات المفروضة على سوريا، ما يعكس حجم المفاجأة داخل الإدارة الأمريكية ذاتها.

تفاصيل القرار الأمريكي برفع العقوبات عن سوريا

القرار الذي أعلنه ترامب من السعودية، جاء عقب اجتماع مغلق مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ولقاء آخر مع الرئيس السوري أحمد الشرع. وقال ترامب إنه “اتخذ القرار بعد مناقشات مع القادة الإقليميين”، في إشارة إلى السعودية وتركيا، مضيفًا أن “الهدف هو إعطاء سوريا فرصة جديدة لمستقبل أفضل”.

وفي حين وصف بعض المحللين القرار بأنه تحول جذري في السياسة الأمريكية تجاه سوريا، إلا أن مصادر من داخل الإدارة الأمريكية كشفت أن مسؤولي الخارجية والخزانة ظلوا حتى آخر لحظة غير مدركين لكيفية المضي في تنفيذ القرار، خصوصًا أن بعض العقوبات المفروضة على سوريا تعود إلى أكثر من 20 عامًا.

ارتباك في واشنطن وتحفظات أمنية

تقول رويترز إن عدداً من كبار مسؤولي الأمن القومي الأمريكيين وأعضاء في الكونغرس أعربوا عن قلقهم حيال القرار، لاسيما في ظل الشكوك حول خلفية الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، الذي كان على صلة سابقة بجماعات متطرفة، قبل أن تعلن الجهة التي كان يقودها فك ارتباطها بتنظيم القاعدة عام 2016.

وفي هذا السياق، قال مسؤول أمريكي كبير إن “القرار كان مفاجئًا حتى للمسؤولين المكلفين بإعداد السيناريوهات الخاصة برفع العقوبات عن سوريا”، مشيرًا إلى أن البيت الأبيض تجاهل توصيات عدة حول ضرورة الحذر في التعامل مع النظام السوري الجديد.

سياق إقليمي وتحركات دولية

يأتي إعلان ترامب في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط حراكًا سياسيًا متسارعًا، وتوجهًا من بعض الدول نحو إعادة دمج سوريا في النظام الإقليمي والدولي. وكانت دول مثل الإمارات والسعودية قد أعادت فتح قنوات تواصل دبلوماسي مع دمشق، في إطار مساعٍ لدعم عملية إعادة الإعمار والاستقرار السياسي بعد سنوات من الحرب.

ويفتح قرار رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا الباب أمام احتمالات عديدة، من أبرزها عودة الشركات الأجنبية إلى السوق السورية، ورفع الحظر عن المعاملات المالية، واستئناف العلاقات الاقتصادية مع دول الجوار.

تأثيرات محتملة على المنطقة

من المتوقع أن يكون للقرار الأمريكي تأثير مباشر على العلاقات الأردنية السورية، خاصة في ظل العلاقات الجغرافية والاقتصادية المتشابكة بين عمان ودمشق. ويأمل مراقبون أن يسهم القرار في تنشيط التبادل التجاري بين الأردن وسوريا، وتحسين الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في الجنوب السوري، القريب من الحدود الأردنية.

كما يُتوقع أن تكون لهذا القرار انعكاسات سياسية في المحافل الدولية، خصوصًا في ظل موقف الاتحاد الأوروبي المعارض حتى الآن لأي تطبيع شامل مع النظام السوري دون شروط واضحة تتعلق بالعملية السياسية وحقوق الإنسان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى