ترامب في الرياض لتعزيز الأمن والاقتصاد الإقليمي

وكالات – الهدهد نيوز
وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض صباح الثلاثاء على متن طائرته الرئاسية، حيث استُقبل بمراسم رسمية رفيعة المستوى بحضور كبار المسؤولين السعوديين. وتُعد هذه الجولة الخليجية أول زيارة خارجية رسمية لترامب في ولايته الثانية، حيث تبدأ من السعودية ثم تمتد إلى الإمارات وقطر. وتشمل الزيارة حضور قمة خليجية – أمريكية تاريخية في الرياض تجمع قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست، في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية والأمنية بين الولايات المتحدة ودول المنطقة.
وقد وصف ترامب هذه الزيارة بأنها “تاريخية”، مؤكدًا رغبته في توسيع نطاق التعاون الاقتصادي والأمني مع السعودية وباقي دول الخليج.
أبرز اللقاءات
لقاء مع ولي العهد السعودي:
في قصر اليمامة، جرت مراسم توقيع وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والسعودية، إضافة إلى عدد من مذكرات التفاهم في مجالات الأمن والاقتصاد والتكنولوجيا. وقد عبّرت القيادتان عن رغبتهما في تعميق العلاقات الثنائية وتعزيز الشراكات المستقبلية.
القمة الخليجية-الأمريكية:
من المنتظر أن يلتقي ترامب في اليوم التالي لقادة دول مجلس التعاون الخليجي، في قمة هي الخامسة من نوعها، بهدف تنسيق الجهود السياسية والأمنية وتعزيز الاستقرار الإقليمي، وسط تحديات مستمرة في المنطقة.
كما شارك ترامب في منتدى استثماري سعودي–أمريكي، بحضور كبار رجال الأعمال، حيث ناقش فرص الشراكة الاقتصادية والتبادل التجاري.
الملف اليمني خلال الزيارة
فيما يتعلق باليمن، سبقت الزيارة بأيام خطوة مهمة تمثلت في إعلان ترامب عن وقف الضربات الجوية الأمريكية على مواقع الحوثيين، مقابل التزام من جماعة الحوثي بوقف استهداف السفن في البحر الأحمر. وقد صرح ترامب في مؤتمر صحافي أن الحوثيين “طلبوا وقف القصف”، وأن واشنطن قررت التجاوب فورًا.
ورغم أن الاجتماعات الرسمية في الرياض لم تصدر بيانًا مباشرًا عن الملف اليمني، إلا أن مراقبين أشاروا إلى أن هذا الاتفاق جاء كجزء من ترتيبات إقليمية للتهدئة قبيل الزيارة، وربما بمبادرة خليجية. واعتُبر الاتفاق بمثابة تهدئة ميدانية تمهد لتثبيت هدنة أوسع برعاية دولية لاحقًا. كما دعت الولايات المتحدة إلى استئناف المسار السياسي لحل النزاع اليمني.
بوادر لحلحلة الأزمة اليمنية
يحمل اتفاق وقف الضربات مؤشرات إيجابية على إمكانية فتح قنوات دبلوماسية جديدة بين واشنطن والحوثيين. ويُتوقع أن ترحب السعودية بهذه الخطوة كونها تُسهم في تخفيف حدة التوتر على حدودها وتُعزز مناخ الاستقرار، وهو ما يتماشى مع أهدافها في دعم مشاريعها التنموية.
يرى محللون أن ترامب حاول عبر هذا الاتفاق تقديم نفسه كرئيس “يحفظ المصالح الأمريكية ويقلص الحروب”، مما قد يمنحه دعمًا سياسيًا داخليًا وخارجيًا. ومع ذلك، فإن الاتفاق لا يشمل أطرافًا فاعلة أخرى في الصراع، ما يجعل مصيره مرتبطًا باستمرار التهدئة في ملفات إقليمية أخرى، خصوصًا في ظل الحرب الفلسطينية – الإسرائيلية المستمرة.
في هذا السياق، أكدت الإدارة الأمريكية التزامها بحماية الملاحة الدولية وبدعم الجهود الرامية إلى وقف التصعيد وإيجاد تسوية سلمية شاملة في اليمن والمنطقة.
توقعات وتحليلات التأثير على اليمن
تركيز على الاقتصاد:
من الواضح أن أحد محاور الزيارة هو تعزيز التعاون الاقتصادي، إذ يُتوقع أن تسفر عن صفقات كبرى واستثمارات خليجية في قطاعات أمريكية، وهو ما قد ينعكس إيجابًا على المناخ السياسي العام بين الطرفين.
انعكاسات وقف النار:
الاتفاق الأمريكي–الحوثي لوقف النار في البحر الأحمر يُعتبر خطوة تهدئة مهمة، تُقلل من احتمال التصعيد وتمنح الرياض فرصة لتركيز جهودها على التنمية المحلية. كما يسهم في حماية خطوط الملاحة، وهو أمر حيوي لكل من واشنطن ودول الخليج.
تحذيرات من هشاشة الهدنة:
مع ذلك، حذّر محللون من هشاشة هذا التفاهم، إذ لم تُشمل فيه القضايا الجوهرية للنزاع اليمني كالمفاوضات السياسية، أو مصير القوات المحلية، أو الوضع الإنساني. أي تصعيد جديد، سواء في اليمن أو المنطقة، قد يؤدي إلى انهيار هذا التفاهم الهش.
آفاق السلام:
في المجمل، أعادت زيارة ترامب الزخم إلى المساعي الدبلوماسية في الخليج، وقد توفر فرصة لدفع مسار التسوية في اليمن، شريطة مواصلة الضغط الدولي ودعم الوساطات الأممية وضمان إشراك كل الأطراف في العملية السياسية .