أبرز تطورات أعمال القمة العربية الـ34 في بغداد

وكالات – الهدهد نيوز
انطلقت في العاصمة العراقية بغداد، أعمال القمة العربية الـ34، بمشاركة عدد من القادة والزعماء العرب والشخصيات الدولية.
وأكد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، في رسالة مكتوبة بخط يده، أن القمة ستكون منصة لتعضيد التضامن العربي، وطرح القضايا المشتركة، وتوحيد الصف العربي وتعزيز المواقف الإقليمية.
وحضر القمة كل من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، بينما ترأس وفد السعودية عادل الجبير، وتقدم الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وفد الإمارات.
كما يترأس وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، وفد بلاده في أول حضور سوري منذ سنوات.
ويشارك في القمة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى جانب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيرز، في إشارة إلى الاهتمام الدولي بالمخرجات المنتظرة للقمة.
تسلم العراق، السبت، رئاسة القمة العربية الرابعة والثلاثين، المنعقدة في العاصمة بغداد، من مملكة البحرين التي ترأست الدورة السابقة.
وأشاد رئيس وفد مملكة البحرين في القمة العربية الرابعة والثلاثين، التي تستضيفها العاصمة العراقية بغداد، بدور العراق في حسن تنظيم القمة، معربًا عن تقدير بلاده للجهود المبذولة في إنجاح أعمالها.
وأكد رئيس الوفد البحريني تهنئة بلاده للجمهورية العربية السورية بمناسبة إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب رفع العقوبات عنها، مشيرًا إلى أن هذا التطور يشكل خطوة مهمة في دعم استقرار سوريا وتعافيها.
وثمّن الدور الفاعل الذي قامت به المملكة العربية السعودية في تحقيق هذا الإنجاز، مؤكدًا أن التضامن العربي المشترك هو السبيل لمواجهة التحديات وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأكد رئيس الجمهورية العراقية عبد اللطيف جمال رشيد، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الرابعة والثلاثين المنعقدة في بغداد، أن القمة تُعقد في ظل ظروف إقليمية بالغة التعقيد، وتحديات خطيرة تهدد أمن واستقرار المنطقة.
وأشاد الرئيس العراقي بصمود الشعب الفلسطيني على أرضه، مجددًا التزام العراق الثابت بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة القائمة على احترام سيادة الدول وحسن الجوار.
وشدد رشيد على موقف العراق الداعم لنيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، ورفض جميع محاولات التهجير القسري التي يتعرض لها، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية ستظل أولوية في مواقف العراق وسياساته الخارجية.
وبدوره أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، خلال كلمته في القمة العربية الرابعة والثلاثين المنعقدة في بغداد، أن نهاية الأزمات والصراعات في المنطقة تنطلق من حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه المشروعة، مشددًا على أن السلام العادل والشامل يبدأ بإنهاء معاناة الفلسطينيين.
وجدد السوداني دعم العراق لجهود وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، مدينًا الاعتداءات المتكررة على السيادة اللبنانية، ومؤكدًا تضامن بغداد مع الشعب اللبناني في مواجهة التحديات الأمنية.
وثمّن رئيس الوزراء العراقي قرار الولايات المتحدة رفع العقوبات عن سوريا، مؤكدًا أن هذا القرار يشكل خطوة إيجابية في سبيل عودة الاستقرار إلى البلاد، كما شدد على أهمية الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه وحقن دماء أبنائه.
وفي الشأن النووي، أعرب السوداني عن ترحيب العراق ودعمه للمفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران، مؤكدًا إيمان بلاده بأهمية السلم والتعايش لحل القضايا الخلافية.
كما أعلن عن التبرع بـ 20 مليون دولار لإعمار غزة و20 مليونا لإعمار لبنان.
وفي ختام كلمته، أعلن السوداني عن إطلاق 18 مبادرة طموحة تهدف إلى تنشيط العمل العربي المشترك، مؤكدًا التزام العراق بدوره الفاعل في تعزيز التعاون والتكامل بين الدول العربية.
بينما حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط من التحديات الجسيمة التي تواجه الدول العربية، مؤكدًا أن الأمن القومي العربي لا يزال بعيدًا عن التحقق.
وقال أبو الغيط، في كلمته أمام القمة العربية الرابعة والثلاثين المنعقدة في بغداد، إن هناك دولًا عربية بات وجودها مهددًا، مشيرًا إلى خطورة الأزمات المتفاقمة، وعلى رأسها الأزمة الإنسانية في السودان والانقسام الداخلي الذي يهدد وحدة ليبيا.
وشدد الأمين العام على أن تجاوز هذه التحديات يتطلب تضامنًا عربيًا حقيقيًا وإرادة سياسية جماعية تحفظ استقرار وأمن المنطقة.
ونوه على أن الكيان الصهيوني يواصل انتهاك سيادة لبنان، مجددًا رفض الجامعة العربية لمحاولات التوسع الصهيوني، مؤكدًا في ذات السياق أن القضية الفلسطينية تبقى “جرحًا نازفًا” في قلب الأمة العربية.
ودعا رئيس الوزراء الإسباني إلى وقف فوري لدوامة العنف في فلسطين، مؤكدًا أن ما يجري في غزة والضفة الغربية يمثل كارثة إنسانية لا يمكن التغاضي عنها من قبل أوروبا والمجتمع الدولي.
وفي كلمته خلال مشاركته في القمة العربية الرابعة والثلاثين المنعقدة في بغداد، قال رئيس الوزراء الإسباني إن “فلسطين تنزف أمام أعيننا”، مطالبًا بتحرك عاجل لإنهاء المأساة الإنسانية في غزة، والسماح غير المشروط بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
وأشار إلى أن حكومته تعمل على إعداد مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة يدعو إلى وقف الهجمات على غزة، داعيًا إلى استخدام كل الرصيد السياسي المتاح من أجل رسم مستقبل تسوده العدالة والسلام في المنطقة.
قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش بكلمة في القمة: نحتاج لوقف إطلاق النار حالا الآن في غزة وإطلاق سراح الرهائن دون شروط، وأشعر بالقلق من إعلان توسيع العمليات العسكرية في غزة، ونرفض أي حديث عن التهجير القسري وفق حل الدولتين هو ما سيحقق السلام وأن تكون القدس عاصمة للدولتين، ولا بد من احترام سيادة لبنان وأشجع الحكومة اللبنانية على مواصلة الإصلاحات وحصر السلاح بيد الجيش وأدعم بقوة العملية السياسية التي يقودها السوريون والتي تحمي حقوق السوريين وتمثيلهم بصرف النظر عن العرق والإثنية.
كما أكد أهمية احترام سيادة واستقلال سوريا، وسلامة أراضي لبنان، ودعا إلى إعادة تفعيل الجهود الدولية في السودان لوقف المجاعة والتهجير الجماعي، مشددًا على أن ضم الأراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات غير قانوني، ومجددًا التزام الأمم المتحدة بالحفاظ على مؤسسات الدولة الليبية وإنهاء العنف المسلح.
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة هي “الأشد خطورة ودقة” في تاريخها، مشيرًا إلى أن جيش الاحتلال يمارس عمليات قتل وتدمير ممنهجة بحق كل ما هو فلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية.
وشدد الرئيس المصري، خلال كلمته في القمة العربية المنعقدة في بغداد، على مواصلة الجهود المصرية لوقف “شلال الدم” في غزة، بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية، لفرض وقف فوري لإطلاق النار.
وجدد السيسي رفض مصر القاطع لأي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مؤكدًا أن تحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط سيبقى بعيد المنال ما لم تُقم دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأعلن الرئيس المصري عن اعتزام بلاده تنظيم مؤتمر دولي لإعمار قطاع غزة فور توقف العدوان، دعمًا لصمود الشعب الفلسطيني وتخفيفًا من معاناته الإنسانية.
أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الشعب الفلسطيني يواجه حرب إبادة جماعية، مشددًا على أن هذه المرحلة الدقيقة تتطلب دعمًا عربيًا ودوليًا أكبر.
وفي كلمته خلال القمة العربية المنعقدة في بغداد، دعا عباس إلى تبني خطة عربية متكاملة لإنهاء العدوان، مطالبًا بهدنة شاملة ودائمة تمهيدًا لتنفيذ حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية مستقلة.
وأشار إلى أن رؤيته السياسية تشمل وقفًا للإجراءات الأحادية مثل الاستيطان والتهجير، مؤكدًا في الوقت ذاته أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وعلى من يرغب بالانضمام إليها أن يعترف بذلك.
وطالب الرئيس الفلسطيني حركة حماس بالتخلي عن سيطرتها على قطاع غزة وتسليم سلاحها للسلطة الفلسطينية، كما دعا جميع الفصائل الفلسطينية إلى تسليم سلاحها دعمًا لوحدة القرار الفلسطيني.
كما توجه بالشكر إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على جهوده المبذولة لإنهاء الحرب في قطاع غزة.
نقل رئيس الوزراء جعفر حسان، خلال مشاركته في القمة العربية ببغداد، تحيات جلالة الملك عبدالله الثاني إلى رؤساء وأعضاء الوفود العربية، مؤكداً حرص الأردن على نجاح القمة وتحقيق أهدافها في تعزيز التضامن العربي وخدمة مصالح الشعوب.
وقال حسان إن أكثر من عام ونصف مرّ على بدء الحرب المتوحشة على قطاع غزة، وما تزال المأساة مستمرة، وقد ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء، مشيراً إلى أن الناجين في غزة يعانون الجوع والعطش والمرض، في ظل تدمير ممنهج للمستشفيات والملاجئ والمدارس والمساكن.
وأكد أن تداعيات هذه الحرب الظالمة وآثارها المأساوية ستستمر لأعوام طويلة، في ظل عجز المجتمع الدولي عن وقفها، رغم ما تمثله من خرق صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية، وتشكل تحدياً مباشراً للإنسانية.
وشدد حسان على أن الهمّ الأول اليوم هو وقف الحرب وإنهاء الكارثة الإنسانية، مطالباً بتكاتف الجهود العربية والدولية لدعم الشعب الفلسطيني، ووقف الانتهاكات بحقه، والعمل مع الشركاء الدوليين على إعادة إعمار غزة.
وأشاد بدور مصر وقطر والولايات المتحدة في مساعي وقف إطلاق النار، مشدداً على ضرورة التوصل إلى هدنة دائمة، وإدخال المساعدات الإنسانية الكافية والفورية إلى القطاع.
كما أكد رئيس الوزراء أن لا أمن ولا سلام دون وقف الانتهاكات الإسرائيلية في القدس والضفة الغربية، مشدداً على أن هذه الاعتداءات والممارسات الاستيطانية تبقي المنطقة في دوامة الصراع.
وجدد حسان التأكيد على التزام الأردن بدوره التاريخي في حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ضمن الوصاية الهاشمية، وعلى دعم الأردن الكامل لسوريا الشقيقة ووحدتها وسيادتها وعودة اللاجئين إليها.
أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن سوريا تدخل مرحلة جديدة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب رفع العقوبات عنها، معتبرًا الخطوة مؤشرًا مهمًا على بداية التعافي وإعادة الإعمار.
وأعرب الشيباني عن شكر بلاده العميق لكل من السعودية وتركيا وقطر والإمارات، إلى جانب الدول العربية الأخرى، على مواقفها الداعمة وجهودها الدبلوماسية التي أسهمت في هذا التحول، مشددًا على أن هذه المواقف تعكس وعيًا تاريخيًا عربيًا وتضامنًا صادقًا مع الشعب السوري.
وأوضح الشيباني أن سوريا التي دفعت ثمناً باهظًا نتيجة السياسات السابقة، تعود اليوم إلى بيتها العربي، مؤكدًا أن سوريا الجديدة لا تعادي أحدًا وتفتح أياديها للجميع، ولا مكان فيها للعزل أو التمييز، بل هي وطن لكل أبنائها.
وأضاف أن الشعب السوري بقي متمسكًا بعروبته، مؤمنًا بأن البيت العربي هو الملاذ الحقيقي، مشيدًا بكل خطوة عربية صادقة ساهمت في رفع الحصار عن بلاده.
وتابع:”حتى بعد تحرير سوريا ما زلنا ندفع ثمن التدخلات الخارجية والصراعات الداخلية”، مضيفا “شهد حاليا دعما لتشكيلات انفصالية ومشاريع طائفية تسعى لتقويض مؤسسات الدولة”.
أعلن وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، السبت، في كلمته خلال القمة العربية المنعقدة في العاصمة العراقية بغداد، قرار إعادة فتح سفارة المملكة في دمشق.
وأضاف بوريطة: “المغرب يجدد التأكيد على موقفه التاريخي الثابت والذي سبق أن عبرنا عنه في رسالتنا إلى الرئيس السوري أحمد الشرع والمتمثل في دعم ومساندة الشعب السوري الأبي لتحقيق تطلعاته إلى الحرية والأمن والاتسقرار والحفاظ على وحدة التراب السوري والسيادة الوطنية”.
وتابع: “تجسيدا لهذا الموقف ودعمنا لهذا المسار الواعد فإننا قررنا إعادة فتح سفارتنا بدمشق بعد أن أغلقت عام 2012 مما سيسهم في فتح آفاق أوسع للعلاقات الثنائية”.
كد وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير، أن القضية الفلسطينية تمر بظروف تتطلب تكاتف الجهود الدولية والإقليمية لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني.
وشدد الجبير على أن الاعتداءات التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، مؤكدًا رفض المملكة التام لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
وأوضح أن السعودية ثابتة في دعمها لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة.
انتهت الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الرابعة والثلاثين، التي تُعقد في العاصمة العراقية بغداد، اليوم، وسط حضور عدد من القادة والزعماء العرب.
وبعد انتهاء الكلمات الرسمية، بدأت أعمال الجلسة المغلقة التي ستتناول القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى ملفات فلسطين والسودان واليمن وسوريا، وتطورات الأوضاع الإقليمية والدولية.
وتأتي القمة وسط تطلعات لتعزيز العمل العربي المشترك والتوصل إلى مواقف موحدة تجاه التحديات الراهنة في المنطقة.