العربي والدوليرئيسي

غموض يحيط مفاوضات غزة وسط ضغوط أمريكية متزايدة

الهدهد نيوز – في ظل تصاعد الترقب الإقليمي والدولي، كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية أن الأوساط السياسية لدى الاحتلال الإسرائيلي لا تزال تُبقي مفاوضات غزة طيّ الغموض، وسط إشارات متضاربة بشأن فرص التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس خلال الأيام القليلة المقبلة.

ويأتي هذا التقرير بعد تصريح لافت لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عبّر فيه عن تفاؤله الحذر بقرب حدوث تطور في ملف المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، قائلاً: “نأمل ببشرى في هذا الملف، إن لم تكن اليوم، فغدًا”.

ورغم هذا التفاؤل الظاهري، أشارت “هآرتس” إلى أن التقديرات داخل الدوائر السياسية والعسكرية تختلف، حيث أكد مصدر سياسي أن “المحادثات مستمرة بشكل متواصل”، في حين دعا مصدر آخر إلى عدم المبالغة في التفاؤل، مشددًا على أن الكرة الآن في ملعب حركة حماس، التي تُطالب بقبول “صيغة قدمها الاحتلال كأساس للتفاوض”.

ووفقًا للمصادر، فإن قبول حماس بهذه الصيغة يمكن أن يمهّد الطريق لاتفاق مؤقت، رغم أن بعض البنود لا تزال محل خلاف، خصوصًا ما يتعلق بمطلب الحركة بالحصول على ضمانات مكتوبة لإنهاء الحرب، وهو ما يرفضه الاحتلال بشكل قاطع حتى اللحظة.

دور أمريكي وضغوط خلف الكواليس

اللافت أن الدور الأمريكي لا يغيب عن كواليس المشهد، إذ تواصل واشنطن محادثاتها عبر قنوات غير رسمية مع الجانبين، ساعية لبلورة صيغة وسطية تُرضي الطرفين، وتحقق اختراقًا في الأزمة الممتدة منذ أشهر.

وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن واشنطن تحاول هندسة “ضمانات غير مباشرة” قد تقنع حماس بقبول الصفقة، دون أن تُلزم الاحتلال رسميًا بوقف الحرب، وهو ما يُعد نقطة الخلاف الجوهرية حتى الآن.

في المقابل، تواصل قوات الاحتلال تمسكها بـ”النسخة المعدلة من مخطط ويتكوف”، الذي يقترح إطلاق سراح عشرة محتجزين في اليوم الأول من الاتفاق، مقابل وقف إطلاق نار مؤقت يمتد لستين يومًا، دون أي التزام بإيقاف الحرب أو البدء بخطوات سياسية أوسع.

واقع متأرجح: بين الأمل والانغلاق

ورغم التصريحات الرسمية والتسريبات الصحفية، إلا أن المناخ العام في إسرائيل يوحي بالحذر الشديد، فالمفاوضات تبدو عالقة عند عقدة “نهاية الحرب”، وهي العقدة التي ترفض تل أبيب تفكيكها حتى الآن، في ظل ضغوط داخلية تتزايد من عائلات المحتجزين التي تطالب الحكومة بإيجاد حل سريع.

في المقابل، يرى محللون أن حماس تدرك أنها في موقع قوة تفاوضية نسبيًا، خاصة مع التغيرات الميدانية والتدخلات الدولية، ما يجعلها أكثر تمسكًا بضمانات حقيقية تُنهي الحرب، وتفتح الباب لمحادثات سياسية أوسع مستقبلاً.

وبين هذا وذاك، تظل الصورة ضبابية، والاتفاق -إن وُجد- رهين تنازلات متبادلة يبدو أن لحظة اتخاذها لم تحن بعد . 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى