شاهد بالفيديو: صواريخ سجيل الإيرانية تضرب العمق الإسرائيلي

الهدهد نيوز – أعلن الحرس الثوري الإيراني، الأربعاء، أنه استخدم صواريخ “سجيل” الباليستية بعيدة المدى لأول مرة في هجومه على إسرائيل، وذلك ضمن المرحلة الثانية عشرة من عملية “الوعد الصادق 3”. ووفقًا لما نقلته وكالة “تسنيم” الإيرانية، فقد تم إطلاق ثلاثة صواريخ من هذا النوع نحو أهداف داخل إسرائيل، في تصعيد غير مسبوق يُرجّح أن تكون له تداعيات على ميزان الردع في المنطقة.
صاروخ “سجيل” يُعد من أبرز الإنجازات في برنامج إيران الصاروخي، إذ يمثل نقلة نوعية في استخدام الصواريخ العاملة بالوقود الصلب. وبخلاف صواريخ “شهاب” العاملة بالوقود السائل، فإن “سجيل” يعمل بمرحلتين من الدفع الصلب، ما يمنحه قدرة عالية على المناورة وسرعة استجابة وإطلاق سريعة، وهو ما يجعله أقل عرضة للكشف أو الاعتراض قبل الإطلاق.
الصاروخ يبلغ طوله نحو 18 مترًا وقطره 1.25 متر، ويصل وزنه عند الإطلاق إلى أكثر من 23 طنا، مع قدرة على حمل رأس حربي يزن نحو 700 كغم لمسافة تصل إلى 2000 وحتى 2500 كيلومتر. وتفوق سرعته القصوى 17 ألف كلم/س، أي أكثر من 14 ماخ، وهي سرعة تجعله هدفًا بالغ الصعوبة لمنظومات الدفاع الجوي، بما فيها القبة الحديدية الإسرائيلية.
ويرجح خبراء أن تطوير هذا النوع من الصواريخ بدأ في أواخر التسعينيات، مستفيدًا من خبرات سابقة في برنامج صواريخ “زلزال”، حيث تم إدخال تحسينات كبيرة على مستوى أنظمة الدفع والتوجيه. ومع أن الصواريخ العاملة بالوقود الصلب عادة ما تواجه تحديات في التوجيه الدقيق، فإن مؤشرات تشير إلى أن طهران طورت أنظمة توجيه متقدمة أو حصلت على دعم خارجي في هذا المجال.
ويعتبر صاروخ “سجيل-2” هو النسخة التشغيلية الأحدث حاليًا، في حين تشير تقارير إلى وجود نسخة أكثر تطورًا قيد الاختبار تُعرف باسم “سجيل-3″، يُقال إن مداها قد يصل إلى 4000 كيلومتر، وتزن حوالي 38 طنا، ما يعني أن إيران تقترب من تطوير صواريخ قارية.
ويؤكد خبراء عسكريون أن صواريخ “سجيل” يمكن أن تتجاوز الدفاعات الجوية التقليدية، بما في ذلك منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية، نظرًا لسرعتها العالية ومدى إطلاقها البعيد. وفي حال استُخدمت على نطاق أوسع خلال أي مواجهات مقبلة، فإنها قد تشكل عنصرًا فارقًا في موازين القوى، خصوصًا مع استهداف العمق الإسرائيلي لأول مرة بهذا النوع من الأسلحة.
ويأتي هذا التصعيد في وقت يستعد فيه مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة يوم الجمعة، بطلب من البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة، لمناقشة الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران، في ظل تصاعد التوترات العسكرية بين الجانبين .