
أكد وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني أن مليشيا الحوثي الإرهابية لم تكتف بارتكاب الجرائم بحق اليمنيين، بل حولت مناطق سيطرتها إلى بؤر رئيسية لشبكات الجريمة المنظمة، التي تتشابك خيوطها مع مصالح إيران وأذرعها في المنطقة.
وأوضح الإرياني أن العملية التي نفذها جهاز مكافحة الإرهاب بقيادة اللواء الركن شلال شايع، والتي أسفرت عن ضبط شحنة ضخمة من مادة الكوكايين كانت مخبأة داخل أكياس سكر قادمة من البرازيل وتزن نحو 599 كيلوجراماً، تشكل صفعة قوية لمحاولات تهريب المخدرات إلى مليشيا الحوثي، وتعكس مدى الجاهزية والاحترافية التي تتمتع بها الأجهزة الأمنية اليمنية.
وأكد أن هذه الشحنة ليست سوى واحدة من عدة محاولات تم إفشالها، ما يثبت أن الحوثيين جعلوا من مناطق سيطرتهم نقطة انطلاق لنشاط تهريب الحشيش والمخدرات والكبتاجون، في سياق تعاون منظم مع شبكات إجرامية دولية بإدارة إيرانية، ما يضع اليمن والمنطقة في مرمى تهديدات أمنية متصاعدة.
وأشار الإرياني إلى أن ظهور تجارة الكبتاجون في مناطق الحوثي بعد سقوط نظام الأسد، يعكس حجم التنسيق بين الحوثيين وحلفائهم في استخدام المخدرات كوسيلة تمويل للمجهود الحربي، وأداة لتدمير المجتمعات من الداخل عبر استهداف الشباب وإفساد نسيجهم الاجتماعي.
وشدد على أن النجاحات الأمنية في ضبط هذه الشحنات تمثل خط الدفاع الأول عن المجتمع، وتعادل في أهميتها المعارك العسكرية المفتوحة في الجبهات، حيث إن الحرب مع الحوثيين لم تعد مقتصرة على البندقية، بل باتت تمتد إلى الاقتصاد والعقول والقيم.
ودعا الإرياني المجتمع الدولي إلى إدراك حجم الخطر المتنامي، محذراً من أن التعامل مع الحوثيين كجماعة محلية سيقود إلى نتائج كارثية، فهذه الجماعة أصبحت جزءاً من شبكة جريمة منظمة عابرة للحدود، والتهاون معها لن يقتصر تأثيره على اليمن والمنطقة، بل سيمتد ليهدد الأمن العالمي بأسره .