المحليةرئيسي

بن مبارك.. رئيس وزراء غادر منصبه متمسكًا بالدولة

صنعاء – الهدهد نيوز

أعلن رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، السبت، استقالته رسميًا من منصبه في خطوة مفاجئة، لكنها جاءت لتُتوّج مسيرة رجل لعب دورًا حاسمًا في مرحلة مفصلية من تاريخ اليمن، وأسهم في تثبيت مؤسسات الدولة في مواجهة الانهيار، رغم الانقسامات والضغوط السياسية المتزايدة.

طوال فترة توليه رئاسة الحكومة، قاد بن مبارك جهودًا كبيرة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية من تحت الركام، والعمل على استعادة حضور الدولة في المحافظات المحررة. تنقل بين العواصم حاملاً ملف اليمن، محذرًا من تمدد الفصائل المسلحة، ومؤكدًا على ضرورة دعم الشرعية ومؤسساتها الوطنية.

في عهده، شهدت الحكومة نشاطًا ملحوظًا في ملفات الخدمات، وإعادة تشغيل بعض المرافق العامة، رغم التحديات الاقتصادية الهائلة، وتعثر الرواتب، والضغوط السياسية من الداخل والخارج. حاول الرجل الموازنة بين إدارة شؤون الدولة والعمل الدبلوماسي على المسرح الإقليمي والدولي، دون أن يتنازل عن رمزية الدولة ووحدة القرار.

بن مبارك، الذي تعرض لمحاولات اغتيال، وخطف من قبل جماعة الحوثي في السابق، ظل صوتًا يطالب بعودة الدولة ومؤسساتها، وظل خطابه السياسي متماسكًا، رافضًا مشاريع التفكيك والتقاسم على حساب هوية الدولة اليمنية الجامعة.

وحتى في لحظة مغادرته، لم يهاجم أحدًا، بل اكتفى برسالة رسمية تعلن انتهاء مهمته، تاركًا الباب مفتوحًا لتقييم تجربته من قبل اليمنيين أنفسهم.

تقول مصادر مطلعة إن الاستقالة جاءت بعد توقيع 18 وزيرًا في حكومته على مذكرة تطالب بإقالته، بسبب تباين في الرؤى حول إدارة المرحلة، وسط خلافات مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي. لكن من يعرف بن مبارك يدرك أنه لا يغادر هاربًا، بل يغادر تاركًا وراءه تجربة صلبة في تثبيت ما تبقى من ملامح الدولة اليمنية.

تاريخيًا، سيُذكر أحمد عوض بن مبارك كأحد الشخصيات التي حملت مشروع الدولة اليمنية في زمن الفوضى. رجل غادر المنصب، لكنه بقي في ذاكرة اليمنيين كعنوان للشرعية والوطنية، وكواحد من القلائل الذين آمنوا أن بقاء الدولة أولًا، ثم تأتي السياسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى