إدارة ترامب تصعّد ضد مؤيدي فلسطين: سحب تأشيرات وترحيل الطلاب

وكالات – الهدهد الاخباري
في تصعيد لافت على خلفية الاحتجاجات الطلابية المتزايدة دعمًا لفلسطين، بدأت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بتفعيل خطة مثيرة للجدل تهدف إلى ربط الدعم العلني للقضية الفلسطينية بتأييد حركة “حماس”، وذلك باستخدام أدوات قانونية تشمل قوانين مكافحة الإرهاب والهجرة لسحب تأشيرات الطلاب الأجانب وترحيلهم من البلاد.
وبحسب تقرير نشره موقع “أكسيوس” الأمريكي، فإن وزير الخارجية ماركو روبيو أعلن أن وزارته بدأت بمراجعة “وضع تأشيرات” الطلبة الدوليين المشاركين في التظاهرات الأخيرة داخل الجامعات، تحديدًا في جامعة كولومبيا التي شهدت احتلالًا للمكتبة الرئيسية من قبل محتجين مؤيدين لفلسطين مساء الأربعاء الماضي.
ويستند روبيو في تصريحاته إلى أمر تنفيذي وقّعه ترامب بعنوان “إجراءات إضافية لمكافحة معاداة السامية”، يسمح بمراقبة الطلاب الأجانب ومعاقبتهم في حال الاشتباه بمشاركتهم في نشاطات تعتبرها الإدارة معادية أو متعاطفة مع منظمات مصنفة إرهابية.
وفي هذا السياق، يجري التحقيق أيضًا مع جامعة واشنطن بعد اعتقال نحو 30 طالبًا خلال اعتصام داخل الحرم الجامعي في سياتل، حيث بدأت وحدة خاصة بمكافحة “معاداة السامية” بفتح ملف تفصيلي حول الواقعة.
ومنذ مارس/آذار، هدّد ترامب بحرمان الجامعات والكليات التي تسمح بـ”تظاهرات غير قانونية” من التمويل الفدرالي، وهو ما تُرجم مؤخرًا بإعلان البيت الأبيض عن نيّته سحب تأشيرات الطلاب المتهمين بالتعاطف مع حماس، ومن بينهم محمود خليل، خريج جامعة كولومبيا الذي تم اعتقاله مؤخرًا.
وفي تغريدة عبر منصة “إكس”، قال روبيو: “نقوم بمراجعة تأشيرات المتعدين والمخربين الذين سيطروا على جامعة كولومبيا… بلطجية حماس غير مرحب بهم في أمتنا العظيمة”، على حد تعبيره.
لكن هذه السياسة أثارت ردود فعل مناهضة داخل المجتمع الأمريكي، بما في ذلك من قبل جماعات يهودية شاركت في التظاهرات، وعبّرت لقناة “الجزيرة” عن خشيتها من “تسييس معاداة السامية واستخدامها كسلاح ضد حرية التعبير”. وقال أحد أفراد تلك الجماعات إن مشاركته في الاحتجاجات كانت مدفوعة “بدوافع دينية وأخلاقية”.
التقرير أشار إلى أن هذه الإجراءات تستند إلى بنود نادرة الاستخدام في القانون الأمريكي، وتفتح الباب لترحيل أشخاص مقيمين بشكل قانوني بسبب آرائهم السياسية. وتُعتبر هذه السياسة امتدادًا لخطة “مشروع 2025” التي وضعتها مؤسسة “التراث” (Heritage Foundation)، وتتضمن برامج مثل “إيستر”، الرامية إلى مواجهة ما تسميه “تنامي العداء للسامية” في المؤسسات التعليمية.
ووفق التقرير، فإن الخطوات التي تتبعها إدارة ترامب تمثل اختبارًا حقيقيًا لحدود الحريات الأكاديمية وحرية التعبير داخل الجامعات الأمريكية، في وقت تتسع فيه رقعة التضامن الطلابي مع غزة، وتزداد المواجهات بين المحتجين وقوات الأمن داخل الحرم الجامعي.